إنّ الحلم الذي يسعى خلفه كثير من الشباب هو السفر لاستكمال الدراسة في الخارج؛ لنيل درجة علمية عالية من خبرات نظرية وعلمية تفوّق ما ينالُه في موطنه، فثمَّة بلدان توّفر مميزات كثير للطُلاب الدوليين، لا سيّما الدول الأوروبية التي احتلت جامعاتها أولى المراتب الأفضل في العالم، ولكن مُقابل الإيجابيات الذي يحظى بها الطالب فإنه يتعرض لكثير من الصعوبات والسلبيات يواجهها، ولا بُد أن يعيّ لها المُقبلين على السفر للتعامُل معها بشكلٍ جيد.
صعوبات الدراسة في الخارج
من التجارب القيّمة في حياة الإنسان هو اتخاذ خطوة السفر واستكمال الدراسة في الخارج؛ حيثُ إنّها تُنميّ من مهاراته الشخصية وقدراته على النموّ والتطور، لكن ومع ذلك يواجه الطالب عقبات كثيرة ومشاكل أمامه كثيرًا ما يصعب التغلُّب عليها، لذا قبل الشروع في تنفيذ خطوة السفر يجب الإلمام بها لمحاولة حدّها وأن يحظى بسفر مُفيد خالي من العقبات:
1- التعرُّض للاستغلال
لا سيّما إن كان الطالب شخص لا يقدّر على التفرقة بين الجيد والسيء، فإنّه يكون أكثر عُرضة لأذية رفقاء السوء، بل ورُبما ينحرف عن الطريق الصحيح ويسير فيما يودي بحياته الدراسية والمهنية إلى الهلاك.
فبدلًا من نيل مستوى تعليمي عالي وخبرات عالية علمية ونظرية يقع في مشاكل كثيرة، والتي تدوّن في سيرته وتؤثر سلبًا على مُستقبله، وتُقلص أمامه فرص كثيرة جيدة، ناهيك عن تعرُضه للفصل والترحيل من بلد الدراسة بشكل كبير.
2- ارتفاع تكاليف الدراسة
رُغمَّ معرفة الطالب قبل السفر بارتفاع تكاليف الدراسة والمعيشة، إلا أن الواقع قد يكون أسوأ من النظر، فتُشكّل التكاليف مع تدهور الأحوال الاقتصادية في العالم عائقًا أمام الطُلاب وتحقيق أحلامهم.
لذا يضطر الطالب البدء في عمل جديد بدوام كُلي أو جزئي كما تُحدد الجامعة التابع لها؛ من أجل تغطية مصاريف المعيشة حتى وإن أثبت ما يُفيد قدرته على الإنفاق، ورُبما يؤثر جانب العمل على المستوى الدراسي لغير القادرين على الموازنة بين كلاهُما.
3- صعوبة التكيُّف
لا سيّما إنّ لم يكُنّ للطالب زيارة مُسبقة للدولة الذي يذهب إليها لاستكمال المسار الجامعي سيواجه صعوبة كبيرة لاختلاف الثقافة اللغوية والجوية.
وإن كان شخص لا يتسم بالاجتماعية سيكون الأمر شاق ويتطلب جُهد أكبر من غيره؛ للاندماج مع الناس، وتكوّين علاقات اجتماعية تُيّسر عليه سنوات الدراسة، وما يواجه من عقبات.
4- صعوبة ضبط النفقات المالية
كونها بلد مُختلفة عن موطنه، فحتمًا يُعاني الطالب بعد السفر لاستكمال الدراسة في الخارج من عقبة ضبط المصروفات المالية وكيفية إدارتها على النحو الجيد طيلة الفصل الدراسي.
فسيحتاج إلى تخطيط مستمر وهذا من الأمور الشاقة لا سيّما إن لم يكُن الطالب مُعتاد من قبل على الأمر ذاتُه، إلا التخطيط للتسوق بأسعار أقل هو ما سيُعيّنه لتوفير أموال طائلة.
5- الحنين وافتقاد العائلة
العيش في بيئة جديدة على عكس ما اعتاد الإنسان لسنوات طويلة من أصعب ما يمُرّ به، وهُنا تتجلى معاناة الغُربة، بالافتقاد إلى العائلة وتجمعاتها والشعور بالحنين للأصدقاء وجميع معارفه.
لا سيّما في أوقات المناسبات والأعياد التي تترك أثر سلبي في قلب الإنسان، فيتملّك الحُزن منه، وتزداد الرغبة في العودة لأراضي الوطن، وقضاء الوقت وسط عائلته ورفقته.
6- صعوبة اللغة
رُغمّ توافر كثير من الوسائل المُعينة على إجادة الشخص لُغات غربية متعددة، وامتلاك الكثير شهادات تُفيد بإجادتهم إيّاها، إلا أنها ليست اللغة الأم للبلدان العربية.
لذا سواء كان على عِلم بها وإجادة أو لا، فإنّ الطالب سيواجه عقبة في السنة الأولى تحديدًا في التعامُل والتواصل مع الناس، وفِهم المحاضرات، ولكن في النهاية سيحظى بالنجاح ومع الاندماج سيتمكّن من إتقانها، فهذه من السلبيات القابلة للعلاج.
7- الابتعاد عن درب الصواب
بطبيعة الحال مع انتقال الإنسان إلى مكان آخر فإنّه يبدأ في الاندماج داخل تلك البلد، والتعرُّف والسير وراء عادتها، ومع الانبهار الأول بالثقافة الغربية وتقاليدهم فهُنا يبدأ طريق الانحراف عن درب الصواب، والسير وراء الخطأ وارتكاب أخطاء كثيرة.
رُبّما تُغيّر نهج حياته بالكامل وتفكيرُه، وهذا له تأثير جانبي كبير على الحياة الشخصية والعملية على المدى البعيد، لا سيّما بعد العودة من الخارج.
8- صعوبة التأقلم مع النظام الدراسي
يتخذ الطالب قرار السفر للدراسة في الخارج لاختلاف النظام التعليمي، ورُقيّ جودته التي تُعدّ الأفضل؛ لانتقاء ما سيُساعده على تحقيق الحلم الذي لطالما كان يسعى لنيلُه، وتعزيز فرصة الحصول على وظيفة مرموقة.
لذا ومع اختلاف النظام الدراسي في البلد المُقبل عليها، فسيواجه الطالب صعوبة في التأقلُم والتخلص من القلق الذي ينتابُه بشكل مُستمر، ورُبما يتسبب ذلك في إصابته بأمراض نفسية أبرزها الاكتئاب.
9- افتقار القدرة على تنظيم الوقت
عند السفر إلى الخارج لاستكمال الدراسة فإنّ الطالب يذهب بمفرده، ويبقى هو المسؤول عن سد حاجته في كافة الأمور، فيتسلم أمور الغسل، والكيّ، والطهي، وغيرها من الاحتياجات اليومية.
مما يزيد ذلك من شعوره بالإجهاد الكبير، ولا سيّما إن كان غير مُعتاد مع عائلته على تحمُّل تلك المسؤوليات، فسيواجه صعوبة في الموازنة بين وقت أداء المهام اليومية والدراسة، وسيكون لذلك تأثير كبير على المستوى الدراسي واهتمامُه، ورُبما تقل المعدلات النهائية.
10- عدم الاستقرار العاطفي
كثير من الطُلاب يقعون في مشاكل ويعترضون تحديات كثيرة في الخارج، ولا يجدون الدعم الكافي بالاتصال الجسدي من العائلة والأصدقاء كما يعتاد، لذا يؤثر ذلك سلبًا في القدرة على التأقلم على الوِحدة، وصعوبة البوّح بِما يعتري قلبِه.
11- تقلص فرصة الحصول على وظيفة بعد التخرُج
ارتفاع الجودة التعليمية الذي يحظى بها الطُلاب في الخارج لا يعني سهولة الحصول على فرصة وظيفية عقب التخرُّج، بل إنها ستكون العقبة الكبيرة أمامه لا سيّما إن لم تكن الموطن الأصلي معترفة بتلك الشهادة.
فسيحتاج الأمر من الخريج بعض الوقت والمُثابرة، والجُهد في تعزيز مهاراته، ونيل الخبرة المحلية المعتمدة للحصول على فرصة في تخصصه، أو يُمكن تغيير الاتجاه بالبحث عن فرصة في بلد أخرى.
12- افتقار الشعور بالرضا عن الاختيار
كثير من الطُلاب بعد اتخاذ قرار السفر للدراسة عانوا من عدم الرضا بالتخصص المُختار، مما يؤثر على مسيرتهم التعليمية والشغف تجاه الدراسة، ويُقلص من الدرجات العلمية والمستوى الدراسي.
نصائح للتغلب على صعوبات الدراسة في الخارج
يتعرّض الطالب لكثير من الصعوبات للدراسة في الخارج لا محالة، ولا يُمكن منعها بانتقاء دولة ليس بها تلك السلبيات، لكنها ستُصيب الطالب بلا شك، لذا يُمكن تفاديها ببعض النصائح:
- التفكير الجيد في التخصص المُختار بعناية؛ تجنبًا لمشاعر عدم الرضا التي تنتاب الطُلاب بعد السفر.
- البوّح بما يُعاني منه الطالب وتكوّين الصداقات لتوسيع الدائرة الاجتماعية.
- طلب النصيحة من الغير لا سيّما شؤون الطُلاب للجامعة عندما يعترض الطالب مُشكلةٍ ما.
- التواصل المستمر مع العائلة، وطلب الدعم منهم ولو عن بُعد.
- تنظيم الوقت وتخطيط اليوم التالي من الليلة السابقة؛ منعًا لتدهور اليوم والمعاناة من عدم ضبط الوقت والمهام.
- قبل السفر يجب تعلُّم كيفية تحمُّل المسؤولية وأداء المهام اليومية في المنزل الذي سيحتاج لها الطالب وهو بمفرده.
إنّ رُغمّ كثرة الصعوبات التي يواجها الطالب عند السفر للدراسة في الخارج، إلا أن الإيجابيات العائدة عليه تفوقها بكثير، فلا يجب تأثيرها بشكل سلبي على الطالب بل السعيّ لتفادّيها بالإحاطة بها قدرّ الإمكان.
اذا كان لديك أي سؤال حول الدراسة في الخارج والحصول على قبولك الجامعي فلا تتردد بالتواصل معنا. يمكنك أيضًا قراءة مقالتنا السابقة للتعرف على بعض النصائح لاختيار تخصصك الجامعي.